بين هيفا وهبي وسارية السواس وشعبولا..نجومية الغناء تكره الأبيض والأسود
صفحة 1 من اصل 1
بين هيفا وهبي وسارية السواس وشعبولا..نجومية الغناء تكره الأبيض والأسود
هيفا وهبة نجمة لبنانية في عالم الغناء رغم أن صوتها ليس من القوة التي تؤهلها لتنال لقب فنانة. سارية السواس مغنية سورية صاعدة شغلت الشارع السوري وأضحت رقماً صعباً بمرابع الغناء في سوريا رغم أنها لم تخرج من برامج الـ«سوبر غناء» ولم تحملها آلة إعلامية. شعبان عبد الرحيم مكوجي سابق، مغن حالي، وهو اسم لامع في عالم الغناء في مصر وصاحب الأغاني الأكثر إشكالية في وسطها الفني.
يستضيف التلفزيون السوري الرسمي الفنانة سارية سواس فتقوم الدنيا ولا تقعد استنكاراً لاستضافتها، برغم أن شهرة المغنية السواس وجمهورها يفوق عدة أضعاف جماهيرية عشرات من المغنين الذين لا يغيبون عن شاشته، ولا يتوانى الكثيرون كلما ضاق بهم التعبير وشحت عندهم الأفكار عن اللجوء إلى هيفا وغناء هيفا وملابس هيفا ليدبج مقالة عن الأخلاق وقيم الفن الرفيع، وجل هؤلاء يعرفون أن أخبار هيفا وصورها هي أكثر ما يحفز كثيرا من الناس على متابعة ما يقولون، بينما يعوض أسلوب شعبان عبد الرحيم غياب المونولوجست بمفهومه التقليدي، ويسد ثغرة تراجع دور الغناء في القضايا السياسية والاجتماعية العامة.
تدخل هيفا وهبة وشعبان عبد الرحيم عالم السينما تحت ضغط جماهيريتهما العالية، وربما لن يمضي وقت طويل قبل أن تلحق سارية السواس بركب الفن ذاته.
وما بين هيفا وهبة وسارية سواس وشعبان عبد الرحيم، تبدو معادلة الانتشار الغنائي اليوم خارج المعادلات التقليدية للفن. ففي عصر الصورة لا يبقى الصوت سلطاناً وحده، وإلا لماذا صار للفيديو كليب الكلمة الفصل في الترويج لأي ألبوم غنائي؟ ولماذا يحشد صانعو الكليب الكثير من الحسن والجمال والأجساد المتمايلة ومظاهر البذخ والثراء (رغم صيحات ناشطي قضايا المرأة والجندر...) في ما يعدونه من كليبات الأغاني ما دام الصوت هو الأساس فيه؟ ولماذا يعمد كثير من المغنين لتغيير «اللوك» بين وقت وآخر كواحد من متطلــبات المهنة؟
في زمن الصوت، الصوت شرط لازم للنجومية، ولكنه يصير شرطاً لازماً ولكن غير كاف في زمن الصوت والصورة، ومع التطور التقني لتجهيزات الصوت، يصير الصوت واحداً من شروط النجومية يضاف إلى شروط أخرى ويجتمع معها تحت مسمى جديد هو الكاريزما، والكلام السابق لا يعني رغبة في تنحية الصوت جانباً في تقييمنا للمغنين، بل هي دعوة لإعادة ترتيب معايير التقييم في عالم الغناء العربي اليوم بشكل يجمع بين المتطلبات كلها ولا ينحاز إلى واحد منها كما نرى في برامج المسابقات حالياً، حيث ترتفع أصوات إما تركز على الشكل والأداء وحدهما وإما على الصوت وحده.
هذا الانقسام الحاد أنتج تقسيماً يمكن حصره تقريباً بنموذجين اثنين مع استثناءات قليلة: مطرب ومؤد. الأول يرفعه صوته إلى مستوى النجومية لكنه يعاني التهميش أحياناً كثيرة، والثاني ترفعه الكاريزما إلى مستوى النجومية ويجتاح الشاشات. ويكفي أن نقول إن فضائيات غنائية بحالها تقوم على المؤدين وحدهم، كما تقوم بالمقابل فضائيات أخرى على المغنين، لنصل إلى النتيجة القديمة نفسها: ما من أحد يمتلك القدرة على إلغاء أي من النموذجين.
منذ مدة وهناك ضرورة لإعادة قراءة الواقع كما هو في حقيقته، لا كما نحن نريده، وحسبي أن أقول إن كل الديباجات المعادية للمغنين المؤدين لم تزح أيا منهم قيد أنملة عن مساحات البث الفضائي، بل زادت شعبيتهم مع الأيام بعدما رسخت محاربتهم بهذه الطريقة أقدامهم في الوسط الشعبي، وأثارت حفيظة النخبة التي يبدو انها لم تستطع ان تقنع الجمهور كفاية بحججها. وإن كان البعض يتمسك بالشرط الأخلاقي للغناء وللمغنين كمدخل لمهاجمة بعض الفنانات، فيمكن القول ان لا سارية السواس ولا شعبان عبد الرحيم اخترقا حرمة هذا الشرط، في وقت ينتهكه كثير ممن في الوسط الفني عموماً لا المغنون وحدهم.
هنا دعوة إلى الكف عن مهاجمة الأسماء السابقة (مع ان حدة الهجوم على هيفا مثلاً خفتت كثيراً مقارنة بالماضي)، ومحاولة دراسة ظاهرة انتشارهم الشعبي الكبير وذلك لاستيعاب الظاهرة وربما الاستفادة منها في تحقيق شعبية آخرين نؤمن بأحقية أصواتهم بالشهرة، وكلنا يعرف أن كثيرا من الأصوات الساحرة اليوم لم تنل عشرة بالمئة من شهرة الأسماء السابقة. أما سياسة الإلغاء التي يمارسها البعض فلن تأتي أكلها، والإثارة الإعلامية فيها أخفض بكثير من صوت تصفيق أصغر حفلة يحييها واحد من تلك الأسماء وما شابهها، هي دعوة لإعادة فرز الألوان، فالعالم لا يمكن أن يكون أبيض وأسود فقط، وكذلك عالم الغناء
يستضيف التلفزيون السوري الرسمي الفنانة سارية سواس فتقوم الدنيا ولا تقعد استنكاراً لاستضافتها، برغم أن شهرة المغنية السواس وجمهورها يفوق عدة أضعاف جماهيرية عشرات من المغنين الذين لا يغيبون عن شاشته، ولا يتوانى الكثيرون كلما ضاق بهم التعبير وشحت عندهم الأفكار عن اللجوء إلى هيفا وغناء هيفا وملابس هيفا ليدبج مقالة عن الأخلاق وقيم الفن الرفيع، وجل هؤلاء يعرفون أن أخبار هيفا وصورها هي أكثر ما يحفز كثيرا من الناس على متابعة ما يقولون، بينما يعوض أسلوب شعبان عبد الرحيم غياب المونولوجست بمفهومه التقليدي، ويسد ثغرة تراجع دور الغناء في القضايا السياسية والاجتماعية العامة.
تدخل هيفا وهبة وشعبان عبد الرحيم عالم السينما تحت ضغط جماهيريتهما العالية، وربما لن يمضي وقت طويل قبل أن تلحق سارية السواس بركب الفن ذاته.
وما بين هيفا وهبة وسارية سواس وشعبان عبد الرحيم، تبدو معادلة الانتشار الغنائي اليوم خارج المعادلات التقليدية للفن. ففي عصر الصورة لا يبقى الصوت سلطاناً وحده، وإلا لماذا صار للفيديو كليب الكلمة الفصل في الترويج لأي ألبوم غنائي؟ ولماذا يحشد صانعو الكليب الكثير من الحسن والجمال والأجساد المتمايلة ومظاهر البذخ والثراء (رغم صيحات ناشطي قضايا المرأة والجندر...) في ما يعدونه من كليبات الأغاني ما دام الصوت هو الأساس فيه؟ ولماذا يعمد كثير من المغنين لتغيير «اللوك» بين وقت وآخر كواحد من متطلــبات المهنة؟
في زمن الصوت، الصوت شرط لازم للنجومية، ولكنه يصير شرطاً لازماً ولكن غير كاف في زمن الصوت والصورة، ومع التطور التقني لتجهيزات الصوت، يصير الصوت واحداً من شروط النجومية يضاف إلى شروط أخرى ويجتمع معها تحت مسمى جديد هو الكاريزما، والكلام السابق لا يعني رغبة في تنحية الصوت جانباً في تقييمنا للمغنين، بل هي دعوة لإعادة ترتيب معايير التقييم في عالم الغناء العربي اليوم بشكل يجمع بين المتطلبات كلها ولا ينحاز إلى واحد منها كما نرى في برامج المسابقات حالياً، حيث ترتفع أصوات إما تركز على الشكل والأداء وحدهما وإما على الصوت وحده.
هذا الانقسام الحاد أنتج تقسيماً يمكن حصره تقريباً بنموذجين اثنين مع استثناءات قليلة: مطرب ومؤد. الأول يرفعه صوته إلى مستوى النجومية لكنه يعاني التهميش أحياناً كثيرة، والثاني ترفعه الكاريزما إلى مستوى النجومية ويجتاح الشاشات. ويكفي أن نقول إن فضائيات غنائية بحالها تقوم على المؤدين وحدهم، كما تقوم بالمقابل فضائيات أخرى على المغنين، لنصل إلى النتيجة القديمة نفسها: ما من أحد يمتلك القدرة على إلغاء أي من النموذجين.
منذ مدة وهناك ضرورة لإعادة قراءة الواقع كما هو في حقيقته، لا كما نحن نريده، وحسبي أن أقول إن كل الديباجات المعادية للمغنين المؤدين لم تزح أيا منهم قيد أنملة عن مساحات البث الفضائي، بل زادت شعبيتهم مع الأيام بعدما رسخت محاربتهم بهذه الطريقة أقدامهم في الوسط الشعبي، وأثارت حفيظة النخبة التي يبدو انها لم تستطع ان تقنع الجمهور كفاية بحججها. وإن كان البعض يتمسك بالشرط الأخلاقي للغناء وللمغنين كمدخل لمهاجمة بعض الفنانات، فيمكن القول ان لا سارية السواس ولا شعبان عبد الرحيم اخترقا حرمة هذا الشرط، في وقت ينتهكه كثير ممن في الوسط الفني عموماً لا المغنون وحدهم.
هنا دعوة إلى الكف عن مهاجمة الأسماء السابقة (مع ان حدة الهجوم على هيفا مثلاً خفتت كثيراً مقارنة بالماضي)، ومحاولة دراسة ظاهرة انتشارهم الشعبي الكبير وذلك لاستيعاب الظاهرة وربما الاستفادة منها في تحقيق شعبية آخرين نؤمن بأحقية أصواتهم بالشهرة، وكلنا يعرف أن كثيرا من الأصوات الساحرة اليوم لم تنل عشرة بالمئة من شهرة الأسماء السابقة. أما سياسة الإلغاء التي يمارسها البعض فلن تأتي أكلها، والإثارة الإعلامية فيها أخفض بكثير من صوت تصفيق أصغر حفلة يحييها واحد من تلك الأسماء وما شابهها، هي دعوة لإعادة فرز الألوان، فالعالم لا يمكن أن يكون أبيض وأسود فقط، وكذلك عالم الغناء
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى